المحطة

على كراسي المحطة

للوداع كل يوم قصة

أبقى أنتظـــــــر

باستراحة المحطة

تحت وجه المظلة

حتى تعودين


وتعصف بي ذكرياتي

وألمح ذاك الوجه الحزين


عندما كنت ِ تودعين

أهلك وأنتي تبكين

لا تبكين فراقهم

بل أدرفتي الدموع

على حبيبك اليتيم

الذي حمل الألم

وأصبحت أحلامه وهم

سيبقى من بعدك عدم

ويلتصق به الندم

حتى تعودين

لزيارة حبك الوحيد

الذي سجنته ذكرياته

في أروقة المحطة ……


على أرصفة المحطة

مضيت وحيدا ً

أواسي قلبي

أحدث أمنياتي

أناجي خيالي

أعشمه ُ بلحظات الرجوع

فلطالما كنا على العهود

أن تتسامر همساتنا

عند لحظات الغروب

وتكون أشواقنا

على ذاك الشاطئ الجميل

لتولد على رماله الدافئه

أعذب الكلمات

ونتبادل أروع النظرات

فلا تحزن يا قلب

سيأتي اليوم الموعود

وتزفك القطارات

بين ضلوع المحطة …….


بعد ما أعتزم الأمل

أخذ الصبر

على درب الرحيل

زف لي الأصدقاء

الذين رافقوني

رحلة العناء

آخر الأخبار

اليوم .. يوم الوصال

أشطب من قاموسك

كلمة محال

ستعود حبيبتك

على نفس القطار

بتلك المحطة

ذات المحطة

التي شهدت يوم الوداع ….


كانت ليلة خرساء

طوقت وجه السماء

وصلت قبل كل الأقرباء

لأروي واحاتي بأمطار العطاء

فكان لقائنا وكأننا غرباء

لا تصمتي

فلطالما كان صمتك ِ حزينا ً

دموع عينك ِ

ورعشت شفتيك ِ

والخاتم الذي

زين يديك ِ

فضح ما لديك ِ

فلا تتلعثمي خوفا ً

ولا تكملي

يبدوا أني من حياتك اختفيت

ومن قلبك الشفاف انتهيت

اليوم وعلى أرصفة المحطة

كتبتي بمسرحية حبي

فصلها الأخير

و أسدلتي الستار

على أخر مشاهدي

وسأبقى مع حزني

على كراسي المحطة

لأكتب كل يوما ً قصة

احتضنتها أزقة المحطة …..



(( خالد العفاسي ))